البحث عن نقطة البداية


ممكن لأي شخص في العالم إنه يأخذ معلومات تاريخية ويحطها في شكل سردية أو حكاية وتكون مقنعة لأشخاص
معينين بحسب تفضيلاتهم وموقعهم الجغرافي
وعشان منبقاش مجرد أتباع لمعسكر من معكسرات الحقيقة محتاجين نراعي حاجتين

أولًا: هو مين اللي بدأ؟ أو مين المسؤول؟ أو إيه هي نقطة البداية؟
ساعات كمان ينفع نسأل بالبلدي هي ليه حرقاك قوي كده؟
ثانيا: إيه القفزات اللي بتحصل في السرديات اللي من صالحنا إننا نكتشفها عشان الصورة تبقى أوضح؟
—-
الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هو أكثر حاجة دلوقتي بتداهم فكرنا ومشاعرنا وبتطلب منا مواقف صحيحة عادلة
لكن الموجود سرديات مجتزأة تصيب في أحيان وتخطأ في تحديد نقطة البداية
كمسيحي يهمني من حيث المسؤولية مجموعة من القصص عشان أكون موقف متزن أو أتجاسر وأقول موقف مسيحي 
وفي الحالة دي أنا محتاج أعرف نقطة البداية الحقيقية لكل قصة منهم
يعني أنا عايز أرجع لوراء على أد ما أقدر
كل القصص للمسيحي ترجع للخطية آدم وحواء الأولى بس مش هو ده اللي أنا عايز أقوله مع إني مش متجاهله
القصص اللي أنا مهتم بيها كمسيحي هي كالآتي
-تاريخ اضطهاد اليهود (خصوصًا على يد المسيحيين)
-تاريخ تأييد المسيحيين لليهود (أي محاولة التكفير عن القصة الأولى)
-تاريخ قمع الإسرائيليين للفلسطينيين(التاريخ الفعلي مش المفترض)
محاولة اختصار القصص دي في سطور قليلة هو إخلال بالموضوع لكني عايز أقول جمل سريعة عن كل قصة وأسيب ليك عزيزي القارئ مسؤولية البحث


عن تاريخ أضطهاد اليهود
اضطهاد اليهود مش مسألة جديدة خالص، الفكرة في الاضطهاد أو المعاداة بشكلها الأوسع ترجع لحتى ما قبل المسيحية، فكرة إن الشعب ده منفصل وعاداته مختلفة أدت لتريوج شائعات حوله عبر العصور والشائعات أدت لمواقف عدائية. مشكلة الانفصال هتفضل مكملة معانا لقدام كثير
أما عن معاداة المسيحيين نفسهم فتأتي من نازع ديني بحت، وهو فكرة إن اليهودي هو اللي قتل السيد المسيح وكمان اضطهد الكنيسة
فكرتين في حد ذاتهم يزرعوا الكراهية في حالة عدم فهم المسيحيين لمسيحيتهم، السيد المسيح نفسه قال على الصليب
يا أبي أغفر لهم لأنهم لا يعرفون ماذا يفعلون. مواقف الكنيسة الأولى والرسل لازم تتدرس صح عشان منكررش نفس
المقولات اللي أدت للكارثة الكبرى في رأيي. معاداة السامية  أصلها معاداة اليهودية
أي شكل من العداء ضد اليهود أصله في الأساس عداء المسيحيين ليهم على أساس التهمتين السابق ذكرهم
أحب أقول حاجة في معاداة السامية، في تعريفها هو إنه أنا بكرهك عشان دينك أو عرقك ومش هأقدر أتعامل معاك إلا لما تبقى من نفس ديني أو تتخلى عن دينك بشكل علني

قصة معاداة السامية موجودة هنا بحسب ويكيبيديا:

https://en.m.wikipedia.org/wiki/Antisemitism

تاريخ تأييد المسيحيين لليهود
العنوان نفسه ممكن يخض بعض الناس، هو احنا كمسيحيين أيدناهم؟ طب أيدناهم إزاي؟
كمسيحيين شرقيين احنا معملناش كده بشكل مباشر وواضح، لكن مسيحيين الغرب عملوا كده…
لحد العصور الوسطى أي قبل الاصلاح، الكنيسة كانت متبنية موقف عدائي من اليهود، من مذابح رينالد في ألمانيا، لاتهام اليهود إنهم السبب في الطاعون (زي الصينيين كده في وقت كورونا) ، لمحاكم التفتيش في أسبانيا. مترحموش.
لكن بعد لوثر والاصلاح وبداية قبول تفسيرات جديدة للكتاب المقدس بدأ معاها أفكار جديدة عن دور اليهود ومصيرهم وهنا بوادر تكوين المسيحية الاستردارية واللي تعتبر الصورة الأقدم للصهيونية المسيحية
والفكرة بتقول اليهود شعب الله لازم نرجعهم أرضهم وكمان لما نوصلهم هناك نخليهم مسيحيين عشان أحداث المجيىء الثاني تتحقق، هي دي الصهيونية المسيحية وأول من طورها اثنين من تلاميذ مارتن لوثر “اللي كان موقفه إيجابي من اليهود بس عمره ما فكر في فكرة الرجوع ديه”. أسامي الاثنين هيبقوا موجودين في اللينك اللاحق للجزء ده.
ومن النقطة دي نقدر نعرف نقطة فاصلة في تاريخ تتطور فكرة الصهيونية في مقابل تأييد اليهود وهي إنك ينفع تبقى محب لليهود ومؤمن إنهم شعب الله بدون ما تعمل على رجوعهم لأرض فلسطين.
إزاي بقى الفكرة دي انتشرت وإزاي وصلت لوقتنا الحالي وبقى ليها تأثير على الغرب في العموم دي فكرة تطول شرحها والبحث عنها أنا هنا بتكلم بس عن نقطة البداية
وعشان تعرف أكثر عن الموضوع ده أي الصهيونية المسيحية بحسب ويكيبيديا بص على اللينك ده:
https://en.wikipedia.org/wiki/Christian_Zionism

تاريخ قمع اسرائيل للفلسطينيين

بعد ما عرفنا إن اليهود اضطهدوا جامد وأساس ده هو كونهم شعب منعزل متفرد وكمان اتهامات المسيحيين ليهم وكراهيتهم وبعد ما ذروة الاضطهاد والتأييد أدت إلى قيام دولة إسرائيل على أرض فلسطين، دلوقتي يجي وقت فهم الصراع ده أو أحسن نسميه قمع وبرضو من وجهة نظر مسيحية وده ينفع اختصره في الفيلم الوثائقي ده:

https://vimeo.com/440948731?fbclid=IwAR0BVV_xND1nT5w3VycRJZsSvVFSPo2mhQZcshdxxlUb4KPTcGu1ml1XRj4

الخلاصة

بعد ما تشوف الفيلم هيبقى عندك ثلاث نقط بداية من وجهة نظري كافية إنها تفهمك تاريخ المسألة وكمان تفهمك ليه كلمات زي صهيونية ومعاداة السامية وأرض فلسطين مشحونة. أكيد في نقط بداية كثير مفقودة لتكميل الصورة بس كل نقطة بداية هي نقطة دفع ولازم يكون قدامها دفع مضاد عشان متكملش.

السؤال هو في الوضع ده إزاي أبقى مسيحي واقف لحق فلسطين في الأرض والحياة وفي نفس الوقت لسة مؤمن إن اليهود هما بكر عائلة الله وأحبهم رغم الجرائم اللي بترتكبها دولة إسرائيل؟

أنا ينفع أحب فلسطين وأتمنى رجوع الأرض ليهم بدون ما أكره اليهود

وينفع أؤمن بفكرة شعب الله بدون ما أكون صهيوني

(لو ماقراتش وماتفرجتش على الفيلم هتبقى المقالة دي ملهاش لازمة)